فصل: النوع السادس: نفيس الطيب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا (نسخة منقحة)



.النوع السادس: نفيس الطيب:

ويحتاج الكاتب إلى وصفه عند وصوله في هدية وما يجري مجرى ذلك؛ والمعتبر منه أربعة أصناف:
الصنف الأول: المسك:
وهو أجلها. قال محمد بن أحمد التميمي المقدسي في كتابه طيب العروس: وأصل المسك من دابة ذات أربع، أشبه شيء بالظبي الصغير؛ قيل: لها قرن واحد، وقيل: قرنان، غير أن له نابين رقيقين أبيضين في فكه الأسفل خارجين من فيه، قائمين في وجهه كالخنزير.
قال بعض أهل المعرفة بالمسك: وهو فضل دموي يجتمع من جسمها إلى سرتها، بمنزلة المواد التي تنصب إلى الأعضاء في كل سنة في وقت معلوم، فيقع الورم في سرتها ويجتمع إليها دم غليظ أسود فيشتد وجعها حتى تمسك عن الرعي وورود المياه حتى يسقط عنها.
ثم قيل: إن تلك الظباء تصاد وتذبح وتؤخذ سررها بما عليها من الشعر، والمسك فيها دم عبيط وهي النوافج؛ فإن كانت النافجة كثيرة الدم اكتفي بما فيها، وإن كانت واسعة قليلة الدم زيد فيها من غيرها، ويصب فيها الرصاص المذاب وتحاط بالخوص وتعلق في حلق مستراح أربعين يوماً، ثم تخرج وتعلق في موضع آخر حتى يتكامل جفافها وتشتد رائحتها، ثم تصير النوافج في مزاود صغار وتخطيها التجار وتحملها، وقيل: إنه يبنى لهذه الظباء حين يعرض لها هذا العارض بناء كالمنارة في طول عظم الذراع لتأتي الظباء فتحك سررها بذلك البناء فتسقط النوافج، حتى إنه يوجد في تلك المراغة ألوف من النوافج ما بين رطب وجامد.
ثم قيل: إن هذه الظباء توجد بمفازات بين الصين وبين التبت والصغد من بلاد الترك؛ وإن أهل التبت يلتقوطون ما قرب إليهم، قد قيل: إن المسك يحمل إلى التبت من أرض بينها وبين التبت مسيرة شهرين.
وبالجملة فإنه تختلف أسماء أنواعه باختلاف الأماكن التي ينسب إليها؛ إما باعتبار أصل وجوده فيها، وإما باعتبار مصيره إليها.
وأجوده في الجملة: ما طاب مرعى ظبيه، ومرعى ظبائه النبات الذي يتخذ منه الطيب كالسنبل ونحوه؛ ولا يخفى أن بعض نبات الطيب أطيب رائحة من بعضن حتى يقال إن منه ما رائحته كرائحة المسك. وقيل أجوده: ما كمل في الظبي قبل بينونته عنه.
وقال أحمد بن يعقوب: وأجود المسك في الرائحة والنظر ما كان تفاحياص تشبه رائحته رائحة التفاح اللبناني، وكان لونه يغلب عليه الصفرة، ومقاديره وسطاً بين الجلال والرقاق، ثم ما هو أشد سواداً منه إلا أنه يقاربه في الرأي والمنظر، ثم ما هو أشد سواداً منه، وهو أدناه، قدراً وقيمةً. قال وبلغني عن تجار الهند: أن من المسك صنفين آخرين يتخذان من نبات أرض: أحدهما لا يفسد بطول المكث، والثاني يفسد بطول لمكث؛ والمشهور منه عشرة أصناف.
ونحن نوردها على ترتيبها في الفضل مقدماً منها في الذكر الأفضل فالأفضل على ما رتبه أحمد: الأول: التبتي وهو ما حمله التجار من التبت إلى خراسان على الظهر لطيب مرعاه وحمله في البردون البحر.
الثاني: الصغدي وهو ما حمل من الصغد من بلاد الترك على الظهر إلى خراسان.
الثالث: الصيني وإنما نقصت رتبته لأن مرعاه في الطيب دون مرعى التبتي، ولما يلحقه منعفونه هواء البحر بطول مكثه فيهز وأفضل الصيني: ما يؤتى به من خانفو؛ وهي مدينة الصين العظمى، وبها ترسو مراكب تجار المسلمين، ومنها يحمل في البحر إلى بحر فارس؛ فإذا قرب من بلد الأبلة ارتفعت رائحته؛ وإذا خرج من المركب جادت رائحته وذهبت عنه رائحة البحر.
الرابع: الهندي وهو ما يحمل من التبت إلى الهند ثم يحمل إلى الدبيل ثم يحمل في البحر إلى سيراف من بلاد العجم، وعمان من البحرين، وعدن من اليمن، وغيرها من النواحي؛ وسبب انحطاط رتبته عن الصيني وإن كان من جنس التبتي مع أنه اقرب مسافةً من الصيني ما ذكره المسعودي: أنه إذا حمل إلى الهند أخذه كفرة الهند فلطخوه على أصنامهم من العام إلى العام ثم يبدلونه بغيره؛ ويبيعه سدنة الأصنا، فبطول مكثه على الأصنام تضعف رائحتحه؛ على أن محمد بن العاباس قد فضل الهندي على الصيني لقرب مسافة حمله في البحر.
الخامس: القنباري ويؤتى به منبلد تسمى قنبار بين الصين والتبت.
قال أحمد بن يعقوب: وهو مسك جيد إلا أنه دون التبتي في القيمة، والجوهر، واللون، والرائحة. قال: وربما غالطوا به فنسبوه إلى التبتي.
السادس: الظغرغزي وهو مسك رزين يضرب إلى السواد، يؤتى به من أرض الترك الطغرغز وهو التتر وهو بطيء السحق، ولا يسلم من الخشونة إلا أنهم ربما غالطوا به أيضاً.
السابع: القصاري ويؤتى به من بلد يقال لها القصار بين الهند والصين.
قال ابن يعقوب: وقد يلحق بالصيني إلا أنه دونه في الجوهر والرائحة والقيمة.
الثامن: الجزيري وهو مسك أصفر حسن الرائحة، يشابه التبتي إلا أن فيه بزعارة.
التاسع: الجبلي وهو مسك يؤتى به من السند من أرض الموليان، وهو كبير النوافج حسن اللون إلا أنه ضعيف الرائحة.
العاشر: العصماري وهو أضعف أصناف المسك كلها وأدناها قيمة، يخرج من النافجة التي زنتها أوقية زنة درهم واحد من المسك.
قلت: أما المسك الداري فإنه منسوب إلى دارين، وهي جزيرة في بحر فارس معدودة من بلاد البحرين ترسو إليها مراكب تجار الهند، ويحمل منها إلى الأقطار، وليست بمعدن للمسك.
الصنف الثاني: العنبر:
قال محمد بن أحمد التميمي: والأصل الصحيح فيه أنه ينبع من صخور وعيون في الأرض، يجتمع في قرار البحر، فإذا تكاثف اجتذبته الدهانة التي هي فيه على اقتطافه من موضعه الذي تعلق به، وطفا على وجه الماء وهو حار ذائب فتقطعه الريح وأمواج البحر قطعاً كباراً وصغاراً فترمي به الريح إلى السواحل، لا يستطيع أحد أن يدنو منه لشدة حره وفورانه، فإذا أقام أياماً وضربه الهواء جمد، فيجمعه أهل السواحل.
قال أحمد بن يعقوب: وربما ابتلعته سمكة عظيمة يقال لها: أكيال، وهو فائر فر يستقر في جوفها حتى تموت فتطفو ويطرحها البرح إلى الساحل فيشق جوفها ويستخرج منها؛ ويسمى: العنبر السمكي، والعنبر المبيلوع.
قال التميمي: وهو في لونه شبيه بالنار، رديء في الطيب للسهوكة التي يكتسبها من السمك. قال: وربما طرح البحر القطعة العنبر فيبصرها طائر أسود كالخطاف فيرفرف عليها بجناحيه، فإذا سقط عليها ليختطف بمنقاره منها تعلق منقاره ومخاليبه بها فيموت ويبلى ويبقى منقاره ومخاليبه فيها، ويعرف: بالعنبر المناقيري.
قال التميمي: ولأهل سواحل البحر التي يوجد بها العنبر نجب يركبونها مؤدبة تعرف العنبر، يسيرون عليها في ليالي القمر على شاطئ البحر، فإذا رأت العنبر وقد نام راكبها أو غفل بركت بصاحبها حتى ينزل عنها فيأخذه.
قال التميمي: وألوان العنبر مختلفة، منها: الأبيض، وهو الأشهب، والأزرق، والرمادي، والجزازي، وهو الأبرش، والصفايح وهو الأحمر؛ وهما أدنى العنبر قدراً. قال: وأفضل العنبر وأجوده؛ والذي وقفت على ذكره منه ستة أضرب: الأول: الشحري وهو ما يقذفه بحر الهند إلى ساحل الشحر من أرض اليمن. قال: وهو أجود أنواع العنبر، وأرفعه، وأفضله وأحسنة لوناً، وأصفاه جوهراً وأغلاه قيمة.
الثاني: الزنجي وهو ما يقذفه بحر البربر الآخذ من بحر الهند في جهة الجنوب إلى سواحل الزنج وما والاها.
قال التميمي: وزعم الحسين بن يزيد السيرافي أنه أجود العنبر وأفضله، ويؤتى به منها إلى عدن، ولونه البياض.
الثالث: السلاهطي قال التميمي: وأجوده الأزرق الدسم الكثير الدهن، وهو الذي يستعمل في الغوالي.
الرابع: القاقلي وهو ما يؤتى به من بحر قاقلة من بلاد الهند إلى عدن من بلاد اليمن، وهو أشهب جيد الريح، حسن المنظر خفيف، وفيه يبس يسير، وهو دون السلاهطي لا يصلح للغوالي إلا عن ضرورة؛ وهو صالح للذرائر المكسات.
الخامس: الهندي وهو ما يؤتى به من سواحل الهند الداخلة، ويحمل إلى البصرة وغيرها؛ ومنه نوع يؤتى به من الهند يسمى: الكرك بالوس، يأتون به إلى قرب عمان تشتريه منهم أصحاب المراكب.
السادس: المغربي وهو ما يؤتى به من بحر الأندلس فتحمله التجار إلى مصر؛ وهو أردأ الأنواع كلها، وهو شبيه في لونه بالعنبر الشحري. قال التميمي: ويغالط به فيه.
قال التميمي: ومن العنبر صنف يعرف بالند؛ ونقل عن جماعة من أهل المعرفة أن دابة تخرج من البحر شبيهة ببقر الوحش فتلقيه من دبرها فيؤخذ وهو لين يمتد، فما كان منه عذب الرائحة حسن الجوهر فهو أفضله وأجوده. قال: وهو أصناف: أحدها الشحري وهو أسود فيه صفرة، يخضب اليد إذا لمس، ورائحته كرائحة العنبر اليابس، إلا أنه لا بقاء له على النار، وإنما يستعمل في الغوالي إذا عز العنبر السلاهطي. ومنه: الزنجي وهو نظير الشحري في المنظر ودونه في الرائحة؛ وهو أسود بغير صفرة. ومنه: الخمري وهو يخضب اليد وأصول الشعر خضباً جيداً، ولا ينفع في الطيب.
قلت: أما المعروف في زماننا بالعنبر مما يلبسه النساء فإنما يقال له: الند، وفيه بجزء من العنبر، قال في نهاية الأرب: وهو على ثلاثة أضرب: الأول: المثلث وهو أجودها وأعطرها، وهو يركب من ثلاثة أجزاء جزء من العنبر الطيب، وجزء من العود الهندي الطيب، وجزء من المسك الطيب.
الثاني وهو دونه؛ أن يجعل فيه من العنبر الخام الطيب عشرة مثاقيل، ومن الند العتيق الجيد عشرة مثاقيل، ومن العود الجيد عشرون مثقالاً.
الثالث وهو أدناها؛ أن يؤخذ لكل عشرة مثاقيل من الخام عشرة مثاقيل من الند العتيق وثلاثون مثقالاً من العود، ومن المسك ما أحب.
الصنف الثالث: العود:
قال التميمي: أخبرني أبي عن جماعة من أهل المعرفة أنه شجر عظام تنبت ببلاد الهند، فمنه ما يجلب من أرض قشمير الداخلة؛ من أرض سرنديب، ومن قمار، وما اتصل بتلك النواحي؛ وأنه لا تصير له رائحة إلا بعد أن يعتق؛ ويقشر فإذا قشر وجفف حمل إلى النواحي حينئذ.
قال: وأخبرني بعض العلماء به أنه لا يكون إلا من قلب الشجرة، بخلاف ما قارب القشر كما في الأبنوس والعناب ونحوهما من الأشجار التي داخلها فيه دهانة، وما في خارجها خشب أبيض؛ وأنه يقطع ويقلع ظاهره من الخشب الأبيض، ويدفن في التراب سنين حتى تأكل الأرض ما داخله من الخشب ويبقى العود لا تؤثر فيه الأرض.
وحكى محمد بن العباس: أنه يكون في أودية بين جبال شاهقة، لا وصول لأحد إليها لصعوبة مسلكها، فيتكسر بعض أشجاره أو يتعفف بكثرة السيول لممر الأزمان، فتأكل الأرض ما فيه من الخشب ويبقى صميم العود وخالصه فتجره السيول وتخرجه من الأودية إلى البحر فتقذفه الأمواج إلى السواحل، فيلتقطه أهل السواحل ويجمعونه فيبيعونه.
ويقالك إنه يأتي به قوم في المراكب إلى ساحل الهند فيقفون على البعد بحيث لا ترى أشخاصهم، ثم يطلعون ليلاً فيضعونه بفرضة تلك البلاد، ويخرج أهل البلد نهاراً فيضعون بإزائه بضائع ويتركونها إلى الليل، فيأتي أصحاب العود فمن أعجبه ما بإزاء متاعه أخذه وإلا تركه، فيزيدونه حتى يعجبه فيأخذه، كما يحكى في السمور وغيره في ساكني أقصى الشمال.
وأجود العود ما كان صلباً، رزيناً، ظاهر الرطوبة، كثير المائية والدهنية، الذي له صبر على النار، وغليان وبقاء في الثياب.
أما اللون فأفضله: الأسود، والأزرق الذي لا بياض فيه، ثم منهم من يفضل الأسود على الأزرق، ومنهم من يفضل الأزرق على الأسود.
وهو على ثمانية عشر ضرباً: الأول: المندلي نسبة إلى معدنه، وهو مكان يقال له: المندل من بلاد الهند.
قال محمد بن العباس الخشيكي: وهو أرفع أنواع العود وأفضلها وأجودها وأبقاها على النار وأعبقها بالثياب؛ على أن التجار لم تكن تجلبه في الجاهلية وألي آخر الدولة الأموية، ولا ترغب في حمله للمرارة في رائحته إلى أن دخل الحسين بن برمك إلى بلاد الهند هارباً من بني أمية، ورأى العود المندلي فاستجاده ورغب التجار في حمله؛ فلما غلب بنو العباس على بني أمية، وحضر بنو برمك إليهم وقربوهم؛ دخل الحسين بن برمك يوماً على المنصور فرآه يتبخر بالعود القماري، فأعلمه أن عنده ما هو أطيب منه، فأمره بإحضاره فأحضره إليه فاستحسنه، وأمر أن يكتب إلى الهند بحمل الكثير منه، فاشتهر بين الناس وعز من يومئذ، واحتمل ما فيه من مرارة الرائحة وزعارتها، لأنها تقتل القمل وتمنع من تكونه في الثياب.
الثاني: القامروني وهو ما يجلب من القامرون؛ وهو مكان مرتفع من الهند. وقيل القامرون: اسم لشجر من العود؛ وهو أغلى العود ثمناً وأرفعه قدراً.
قال التميمي: وهو قليل لا يكاد يجلب إلا في بعض الحين، وهو عود رطب جداً، شديد سواد اللون، رزين، كثير الماء.
وذكر الحسين بن يزيد السيرافي: أنه ربما ختم عليه فانطبع وقبل الختم للينه. قال: ويكون فيه ما قيمة المن منه مائتا دينار.
الثالث: السمندوري وهو ما يجلب من بلاد سمندور؛ وهي بلد سفالة الهند، ويسمى لطيب رائحته: ريحان العود، وبعضه يفضل بعضاً. قال التميمي: وتكون القطعة الضخمة منه مناً واحداً.
الرابع: القماري وهو ما يجلب من قمار، وهي أرض سفالة الهند، وبعضه يفضل بعضاً أيضاً، وتكون القطعة منه نصف رطل إلى ما دون ذلك.
الخامس: القاقلي وهو ما يجلب من جزائر بحر قاقلة، وهوعود حسن اللون، شديد الصلابة دسم، فيه ريحانية خمرة، وله بقاء في الثياب، غلا أن قتاره ربما تغير على النار فينبغي ألا يستقصى إلى آخره.
السادس: الصنفي وهو ما يجلب من بلد يقال لها الصنف ببلاد الصين، وهو من أحلى الأعود وأبقاها في الثياب.
قال التميمي: ومنهم من يفضله على القاقلي ويرى أنه أطيب وأعب وآمن من القتار، وربما قدموه على القماري أيضاً. قالوا: وأجود الصنفي الأسود الكثير الماء، وتكن القطعة منه مناً وأكثر وأقل. ويقال: إن شجره أعظم من شجر الهندي والقماري.
السابع: الصندفوري وهو ما يجلب من بلاد الصندفور من بلاد الصين؛ وهو دون الصنفي، ويقال: إنه صنف منه ولذلك كانت قيمته لاحقةً بقيمته، وفيه حسن لون وحلاوة رائحة، ورزانة، وصلابة، إلا أنه ليس بالقطع الكبار.
الثامن: الصيني ويؤتى به من الصين، وهو عود حسن اللون، أول رائحته تشاكل رائحة الهندي إلا أن قتاره غير محمود؛ وتكون القطعة منه نصف رطل وأكثر واقل.
التاسع: القطعي وهو عود رطب حلو طيب الرائحة، وهو نوع من الصيني.
العاشر: القسور وهو عود رطب حلو طيب الرائحة؛ وهو أعذب رائحة من القطعي إلا أنه دونه في القيمة.
الحادي عشر: الكلهي وهو عود رطب يمضغ، وفيهب زعارة، وشدة مرارة للدهانة التي فيه؛ وهو من أعبق الأعواد في الثياب وأبقاها.
الثاني عشر: العولاتي وهو عود يجلب من جزيرة العولات بنواحي قمار من أرض الهند.
الثالث عشر: اللوقيني وهو ما يجلب من لوقين؛ وهي طرف ن أطراف الهند، وله خمرة في الثياب إلا أنه دون هذه الأعواد في الرائحة والقيمة.
الرابع عشر: المانطائي وهو ما يجلب من جزيرة مانظاء؛ وقيمته مثل قيمة اللوقيني، وهو خفيف ليس بالحسن اللون.
قال أحمد بن العباس: وهو قطع كبار ملس لا عقد فيها، إلا أن رائحته ليست بطيبة وإنما يصلح للأدوية.
الخامس عشر: القندغلي ويؤتى به من ناحية كله وهي ساحل الزنج وهو يشبه القماري إلا أنه لا طيب لرائحته.
السادس عشر: السمولي وهو عود حسن المنظر، فيه خمرة وله بقاء في الثياب.
السابع عشر: الرنجي وهو عود يشبه قرون الثيران، لا ذكاء له، ولا بقاء في الثياب.
الثامن عشر: المحرم سمي بذلك لأنه قد وقع بالبصرة فشك الناس في أمره، فحرمه السلطان ومنعه فسمي المحرم، وهو من أدنى أصناف العود.
وجعل بعضهم بين الصنفي والقاقلي بصنفاً يقال له: العطلي، يؤتى به من الصين، وهو عود صلب خفيف حسن المنظر إلا أنه قليل الصبر على النار. وقد ذكر أحمد بن العباس بعد ذلك أصنافاً من العود ليست بذات طائل.
منها: الأفليق؛ وهويؤتى به من أرض الصين، يكون في العظم مثل الخشب الرانجي الغلاظ يباع المن منه بدينار وأقل وأكثر؛ والعود الطيب الريح في قشوره، وداخله خشب خفيف مثل الخلاف، وإذا وضع على الجمر وجد له في أوله رائحة حلوة طيبة؛ فإذا أخذت النار منه ظهرت منه رائحة رديئة كرائحة الشعر.
الصنف الرابع: الصندل:
وهو خشب شجر يؤتى به من سفالة الهند؛ وهو على سبعة أضرب: الأول: المقاصيري وهو الأصفر، الدسم، الرزين، الذي كأنه مسح بالزعفران الذكي الرائحة.
واختلف في سبب تسميته بالمقاصيري فقيل: نسبة إلى بلد تسمى: مقاصير؛ وقيل: إن بعض خلفاء بني العباس اتخذ لبعض أمهات أولاده ومحاظيه مقاصير منه، وهو شجر عظام يقطع رطباً، وأجوده ما اصفر لونه وذكت رائحته ولم يكن فيه زعارة.
قال التميمي: وهو يدخل في طيب النساء الرطب وليابس، وفي البرمكيات، والمثلثات، والذرائر؛ ويتخذ منه قلائد، ويدخل في الأدوية؛ ويقال: إن صاحب اليمن الآن يعمل له منه الأسرة، وإنه يأمر بقطع ما يحمل منه من اليمن إلى غيرها من البلاد قطعاً صغاراً حتى لا يكون منها ما يعمل سريراً لغيره من الملوك.
الثاني: الأبيض منه الطيب الريح وهو من جنس المقاصيري المتقدم ذكره لا يخالفه في شيء إلا في البياض؛ ويقال: إن المقاصيري هو باطن الخشب وهذا الأبيض ظاهره.
الثالث: الجوزي وهو صلب العود أبيض، يضرب لونه إلى السمرة، ويؤتى به من موضع يقال له: الجوز، وهو طيب الرائحة إلا أنه أضعف رائحة من الذي قبله.
الرابع: الساوس ويقال: الكاوس وهو صندل أصفر طيب الرائحة إلا أن في رائحته زعارةً؛ ويستعمل في الذرائر، والمثلثات في الطيب والبخورات.
الخامس: يضرب لونه إلى الحمرة وهو على نحو من الذي قبله.
السادس: صندل جعد الشعرة لا بساطة فيه إذا شقق بل يكون فيه تجعيد كما في خشب الزيتون؛ وهو أذكى أصناف الصندل إلا أنه لا يستعمل في شيء سور البخورات والمثلثات.
السابع: أحمر اللون وهو خشب حسن اللو، ثقيل الوزن لا رائحة له، إلا أنه تتخذ منه المنجورات والمخروطات كالدوي وقطع الشطرنج ونحوها مع ما يدخل فيه من الأعمال الطيبة.
قلت: هذا ما يحتاج الكاتب إلى وصفه من أصناف الطيب النفيسة مما يهدي أو يرد هدية، ويجري ذكره في مكاتبات الملوك، أما ما عدا ذلك من أصناف الطيب كالسنبل والقرنفل، والكافور، فليس من هذا القبيل.